السبت، 26 أغسطس 2017

عيد الأضحى المبارك من Druze Encyclopedia موسوعة التوحيد الدرزية ومجلة العمامة

عيد الأضحى المباركمن Druze Encyclopedia موسوعة التوحيد الدرزية ومجلة العمامة




العيد الرئيسي للطائفة الدرزية. وهو أكبر الأعياد في دين التوحيد. يحل في العاشر من ذي الحجة حسب التقويم الهجري القمري. تسبق العيد ليالي العشر المباركة. الليلة التاسعة هي ليلة الوقفة. تقام خلال ليالي العشر الصلوات والتضرعات في الخلوات استعدادا للعيد وما يمثل. والعيد هو فرصة ومناسبة لعمل الخير والمعروف وعلى رأسها مساعدة المحتاجين والتسامح وإشاعة الصلح. يحتفل الدروز بهذا العيد كل عام، حيث توجد معان خاصة وتفسيرات كثيرة لهذه المناسبة. الأيام العشر قبل هذا العيد لها أهمية خاصة عند الطائفة الدرزية. حيث يقوم المؤمنون الدروز في هذه الأيام بالصلاة كل يوم وبعضهم يصوم لتطهير النفس والجسد. اليوم الذي يجيء قبل العيد يسمى الوقفة (يوم الحساب) وفي اليوم الثاني يحل العيد ويستمر أربعة أيام. ويربي الدروز أبناءهم أن يروا في عيد الأضحى مناسبة للتصافي والتقارب والتفاهم بين أفراد الأسرة وأبناء العائلة، ووسيلة لتصفية الخلافات وحلها وتسويتها، وفرصة لطلب السماح من الذين حصل معهم خطأ، وللتعبير عن نوايا صالحة أمام الجيران والأقارب والمعارف.
ويقصد الدروز بمعنى الأضحى أن يضحي المؤمن بكل ملذات الحياة الدنيا، وأن يترفع عنها، وأن يتقرب من الله تعالى، وأن تصفو نفسه بالنسبة لأخيه الإنسان، وأن يحاسب ضميره، وأن يجري مع نفسه الحساب، هل هي سائرة في الطريق الصحيح، وهل هي تنفذ الفروض والواجبات الملقاة عليها، وهل كل أعمالها وأفعالها هي في نطاق المقبول والمعقول والمتبع، ففي أيام العيد وخاصة في ليالي العشر المباركة تسنح الفرصة لكل مواطن تتطلب منه التوبة أن يتوب، وأن يطلب المغفرة والسماح إن أخطأ، وأن ينتقل إلى مسار من التقوى والإيمان إن كانت طريقه غير ذلك.
عيد الأضحى هو العيد الرئيسي والمركزي في الطائفة الدرزية، كانت وما زالت ترافقه أجواء روحانية وشعبية ودينية مميزة، وفي هذه الأيام تغيّرت الكثير من ملامح العيد. فعيد الأضحى اليوم يختلف كليا من ناحية البهجة والاحتفال مما عرف قبل أربعين او خمسين سنة. فالقسم الديني في العيد ما زال هو هو، ففي كل سنة تسبق العيد ليالي العشر الفاضلة، وتمتلئ الخلوات، وتعلو الأناشيد، ويزيد الإيمان والتهافت على القيام بالفرائض الدينية، حتى أن الخلوات المختلفة ترى وجوها جديدة من غير المتدينين، يحلو لها القدوم إلى الخلوة، وحضور القسم المسموح به لهم، مشاركين إخوانهم المتدينين هذه المتعة الروحية الخاصة، التي تكون سائدة في الجو في القرية في هذه الأيام الفاضلة. وعندما تخرج من الخلوة، ترى أفواج الناس، رجالا ونساء، تتنقل بين بيوتها والخلوات، بلباسها الديني الكامل، وهي مشبّعة بالشعور الطيب، وبالاهتمام الديني، وبالعقيدة الثابتة، التي كانت راسخة في النفوس منذ قرون. وهذا الجانب من العيد، ما زال على حاله، ونأمل أن يستمر إلى الأبد، وأن يزيد ويكثر عدد المشتركين فيه سنة بعد سنة.
أما الجانب الذي تغيّر في العيد، فهو الجانب الاجتماعي، فقد كان يوم العيد يوم بهجة وسرور وحبور للأولاد، يلبسون الثياب الجديدة، يتجوّلون في الشوارع، يحملون الهدايا، ويتهافتون على الحوانيت، لشراء ألعاب وأشياء أخرى، من المبالغ التي حصلوا عليها من الأهل والأقارب، بمتعة وبهجة وفرح وحبور وهدوء. وعلى مستوى الكبار كان الرجال والنساء يتنقلون من بيت إلى بيت، ويزورون تقريبا كل بيت في القرية، أو على الأقل، عشرات البيوت التي تخص الجيران والأهل والأقارب والعائلة. وكثيرا ما كنتَ تشاهد المهنئين يتصافحون عندما يلتقون في الشارع، ويباركون الواحد للآخر، وترى الفرحة والابتسامة على وجوههم. وإذا صادف عيد الأضحى في موسم انتخابات، كنت ترى المرشّحين ووراءهم العشرات من المؤيدين، يتنقلون من بيت إلى بيت، مباركين مهنئين، كل ذلك بمحبة وباحترام.
وكان الشعور بالعيد شعورا حقيقيا، فعند بزوغ الشمس، كان كل فرد من الأسرة يرى في هذا اليوم، يوما مميزا خاصا، فيقوم الأولاد يقبّلون أيادي أهاليهم، ثم يتنقلون إلى أعمامهم وأجدادهم والقريبين منهم، بالتهنئة والمباركة، في جو من البساطة والمتعة والابتهاج والراحة النفسية. وكانت السيارات في القرية قليلة، وكان كل شيء يجري مشيا على الأقدام، فكانت الساحات والمجمعات الرئيسية في القرية، تشهد نشاطات وأعمال من دبكات وأهازيج غير منظمة، لكنها كانت تعبّر عن فرحة الناس وبهجتهم. وكان العيد فرصة للتصافي والتآخي والتودد والتقارب بين الجميع. ففي ذلك الوقت لم تكن أشياء كثيرة مغرية يتخاصم عليها الإخوان أو المعارف أو الناس، وإذا حدث خصام ما، كان في العيد يُسوّى ويزول وترجع الحياة إلى مجاريها. وكان الاحترام للكبار والمسنين شاملا كل طبقات المجتمع، فكان الكبير يحظى بالتقدير والاهتمام والتبجيل. حيث كانت التربية صالحة، وكان الانضباط عند الأولاد كبيرا، وكانت التقاليد تغذّي المجتمع بفضائل وقصص وتوجيهات، أصبحت واضحة ومفهومة لكل الأجيال، من الصغير حتى الكبير، وكان الكل يتقيّد ويلتزم بما أسنِد إليه، وما سُمح لهم به.
-----------------
تفاصيل أوفى عن كل الأسماء والأحداث في تاريخ طائفة الموحدين الدروز تجدها في Druze Encyclopedia موسوعة التوحيد الدرزية
druze-encyclopedia.myshopify.com
وفي موقع مجلة العمامة www.al-amama.com 
مقال موسع من مجلة العمامة (العدد 78 - كانون اول 2007) عن عيد الأضحى المبارك بقلم المرحوم د. سلما ن حمود فلاح:
http://www.al-amama.com/index.php…