الثلاثاء، 21 يونيو 2016

عصفور الجبل الشاعر المرحوم عيسى عصفور


عيسى عصفور
( 1341 - 1413 هـ)
( 1922 - 1992 م)




سيرة الشاعر:عيسى حنا عصفور.
ولد في مدينة السويداء (جنوبي سورية)، وفيها توفي.
عاش حياته في سورية وفرنسا.
تلقى تعليمه الابتدائي في مدارس السويداء، ثم انتقل إلى دمشق لإتمام تعليمه الثانوي، وانتسب بعد ذلك إلى دار المعلمين حيث نال شهادة أهلية التعليم، وبعدها انتسب إلى جامعة دمشق ليحصل على إجازة الحقوق بها، ثم رحل إلى باريس على أثر منحة دراسية، ليحصل على درجة دكتوراه بالحقوق، غير أن رغبته في
العودة إلى الوطن حالت دون تحقيق ذلك.
عمل مدرسًا لعدة سنوات، انتقل بعدها للعمل في سلك القضاء، وظل يتدرج في مناصبه القضائية حتى وصل إلى أعلى المراتب، وفي نهاية عمله بالقضاء الذي
امتد ليشمل معظم محافظات القطر السوري، استقر في دمشق.
عمل محررًا في مجلة الآداب الأجنبية، نظرًا لإتقانه اللغة الفرنسية.
كان عضوًا في اتحاد الكُتّاب العرب، إلى جانب عضويته لجمعية البحوث والدراسات بالاتحاد العام للكُتّاب العرب في دمشق، كما كان عضوًا في نقابة المحامين بها.
لقب بـ«عصفور الجبل» لتغنيه برجالات جبل العرب، وجبل الريان، وسهل حوران.

الإنتاج الشعري:
- أورد له كتاب «عيسى عصفور شاعر الإنسان والوطن» العديد من النماذج الشعرية، ونشرت له مجلة «الثقافة» الأسبوعية عددًا من القصائد منها:«فارس الحرف» - العدد 28 - 27 من يوليه 1991، و«هذا حمى أجدادنا» - العدد 45 - 23 من نوفمبر 1991، كما نشرت له قصائد في مجلة «العربي» (الكويتية) ومجلة «الآداب» (البيروتية)، وله ديوان (مخطوط).

الأعمال الأخرى: - له العديد من الترجمات في مجالات شتى منها: «فلسفة الثورة الفرنسية» - وزارة الثقافة - دمشق 1970، «نصوص مختارة» - وزارة الثقافة -
دمشق 1974، «نقد النحو» - (جـ1 و2) - وزارة الثقافة - دمشق 1980، «من التحدي إلى الحوار» - (جـ1 و2) وزارة الثقافة - دمشق 1981، «الخروج من عصر التبذير» - وزارة الثقافة - دمشق 1982، «إفريقية تختنق» - وزارة الثقافة - دمشق 1984.
شعره تمجيد للعروبة ولمآثرها، وإشادة بدور قادتها من أمثال: جمال عبدالناصر وسلطان باشا الأطرش زعيم الثورة السورية. به نزعة ثورية، كما كتب العديد من المراثي التي كان يثير من خلالها الحمية، ويبعث النخوة في النفوس. ينحاز للعلم ولدور المعلم، كتب الأناشيد المدرسية، إلى جانب بعض الطرائف الشعرية الإخوانية، وله
شعر في الوصف. يمتاز بقوة لغته، وجهارة صوته، مع التزامه بنهج أسلافه في بناء قصائده.
حاز الجائزة الأولى عن نشيده لدار المعلمين عام 1945.

مصادر الدراسة:
1 - أديب عزة وزميلاه: تراجم أعضاء اتحاد الكتاب العرب سورية والوطن العربي - اتحاد الكتاب - دمشق 2000.
2 - سليمان سليم البواب: موسوعة أعلام سورية في القرن العشرين (ط1) - دار المنارة - بيروت 2000.
3 - عيد معمر: عيسى عصفور شاعر الإنسان والوطن - مؤسسة علا للصحافة والطباعة والتوزيع - حمص - دمشق 1995.
4 - الدوريات:
- توفيق عبيد: عيسى عصفور عروبة عروبة - الأسبوع الأدبي (ع 343) - اتحاد الكتاب العرب - دمشق 24 من ديسمبر 1992.
- عيد معمر: وداعًا عيسى عصفور - الأسبوع الأدبي - اتحاد الكتاب العرب - دمشق 19 من نوفمبر 1992.
- نجــاة قصــاب حســن: عيسى عصفور - صحيفة تشرين - دمشق 1 من سبتمبر 1992.
- نايف نوفل: يا بن العروبة البار - صحيفة تشرين - العدد 5457 - صحيفة تشرين - دمشق 27 من سبتمبر 1992.
- اتحاد الكتاب العرب: حفل تأبيني للأديب عيسى عصفور - الأسبوع الأدبي - العدد 7 - اتحاد الكتاب العرب - دمشق ديسمبر 1992.

من قصائده :

قاضٍ...
المعلم
الجلاء


 قاضٍ... 

طـاوي الجنـاحـيـــــــــن لا رِيٌّ ولا شِبَعُ

قـاضٍ ويـقضـي عـلـيـه الــــــبؤسُ والهَلَعُ


فـي بُردةٍ نسْجُهــــــــــــــا زهدٌ ومأْثرةٌ

يـزيـنُهـا الخـالـدان: الطهـرُ والــــوَرَع


يشكـــــــــــــو الصغار له عُرْيًا ومسْغب

والنـاس مـن حـوله صُمٌّ فـمـا سمعـــــــوا


تـمـرُّ مـن حـوله اللـذّاتُ ســــــــــادِرةً

وأيـن مـن عـيْشِهِ اللـذاتُ والـــــــــمُتَع


وأولَ الشهـرِ يُلْفى مــــــــــــــثلَ آخرِهِ

وتستـوي عـنده الآحــــــــــــادُ والجُمع


يُفْنـي اللـيـالـيَ إيثـــــــــارًا ومكرمةً

لا الجِدُّ أجْدَى ولا أصحـابُهُ شَفَعـــــــــوا


تخـالُه مـن صـفـاء الروحِ فـــــــــي دَعَةٍ

وفـي الـمـلَفّاتِ مـن أنفــــــــــاسِهِ قطَع


إن كـنـت عفّاً فقـد ضـاقتْ مسـالِكُهـــــــا

أو كـنـتَ ذا حُظْوةٍ فـالأمــــــــــرُ متَّسِع


كـم طـالِعِيـنَ بـلا عـلـــــــــمٍ ولا خُلُقٍ

لـولا النفـاقُ الـذي عـاشـوه مـا طلَعــوا


حطِّمْ بكفَّيْكِ قـيثـارًا لَهَوْتَ بـــــــــــــه

فأنـت فـي جَوْقةِ العُزّافِ مُستــــــــــــمع


وربَّ دهـرٍ يـمـوتُ الـحقُّ مـــــــــــن سَفَهٍ

فـيـه ويـنـتصرُ الـتضْلـــــــــيل والخُدَع


أيـن الثلاثـون مـن أعــــــوامِكَ اندثرَتْ؟

تبـاركَ الفقـرُ لا إثـــــــــــمٌ ولا طمع


يَسْتصغرونك تصنـيفًا ومـــــــــــــــرْتبةً

وفـي فؤادِك للعـلـيـــــــــــــاء مُنْتجَع


ويحسبـونك فـي تَعـدادِهـم رقـــــــــــمًا

كأنمـا الفكرُ فـي أسـواقِهــــــــــم سِلَع


ويـمـنَعـونك إذ تعطــــــــــــي فلا أسفٌ

فـي حسْبةِ الله مـا تعطـي ومـا مَنَعـــــوا


كـم جـولةٍ لك فـي سـاح الجهـــــــاد رَوَتْ

أنـبـاءَ روْعتِهـا أرضٌ ومستـــــــــــــمع


ألـيس فـيك لـدى الجُلَّى وكُرْبتِهــــــــــا

بقـيَّةٌ مـن شِفـارِ السـيف تلـتـــــــــمع؟


لا كـنـتَ مِن يعـربٍ إن لـم تُعِدَّ لهـــــــا

قـلـبَ الكريـم وعزمًا لــــــــــيس يَنْصَدع



 المعلم 

هَجَر الأهل هـازئًا بـالعـنـــــــــــــاءِ

فـي سبـاقٍ إلى ذُرا العـلـيــــــــــــاءِ


لـم تـنلْ مـنه حـالِكـاتُ الرَّزايـــــــــا

أو يُروِّعْهُ عـاصـفٌ مـن شقـــــــــــــــاء


عجـبًا كـيف يستطـيبُ مقـــــــــــــــامًا

مـن غِمـارِ الـحـيـاةِ فـي بـــــــــيْداء؟


يـتلـوَّى فـي بؤسِه وتـــــــــــــــــراه

بـاسمًا ثغرُهُ عـظيـمَ الرجــــــــــــــاء


بـيـن جنـبَيْه خـافقٌ يـــــــــــــــتلظَّى

لـم يَهَبْهُ لِذِلَّةٍ أو ريــــــــــــــــــاء


هـو فـي عـالـمٍ مـن الطهْرِ والأحـــــــــ

ـلامِ صـافٍ معطَّرِ الأرجـــــــــــــــــاء


لا يُبـالـي وهـو الـوفـيُّ الـمــــــــرَجَّى

أن يـديـنَ الـورى بـغـير الـوفــــــــاء


فهْو يستعذبُ الجهــــــــــــــــادَ بريئًا

لا لجــــــــــــــــاهٍ أو راحةٍ أو ثراء


هـمُّهُ رفعُ أمَّةٍ تتـــــــــــــــــــــنزَّى

نحـو مستقبـلٍ لهــــــــــــــــــا وَضّاء


تـنشد الخُلْدَ فـي الـحـيـاة ومـجـــــــدًا

سطَّرتْه مآثرُ الآبــــــــــــــــــــــاء


يـا طبـيبَ النفـوسِ يـابسمةَ الكـــــــــو

نِ، ويـا مِشعَلَ الهدى والضـيــــــــــــاء


جَهِلـوا فضلَكَ العـمـيـــــــــــــمَ وقِدْمًا

سخروا مـن رسـالةِ الأنـبـيــــــــــــاء


مُهَجٌ بـيـن راحتَيْك تُغَذيــــــــــــــــــ

ـهـا بذَوْبِ الـمكــــــــــــــارم الشمّاء


هـي فـي دهـركَ الكئـيبِ شهـــــــــــــابٌ

وهـي أنشـودةُ الرضـــــــــــــا والعزاء



 الجلاء 

لا تعجـبـي هـذا حـمـانــــــــــــــــا

حـرم الـبطـولة مـنذ كـانــــــــــــــا


تـاجٌ عـلى هـام الـدُّنــــــــــــــــــا

تزهـو بـه الأرضُ افتتـانـــــــــــــــا


فـي سهله وحـي النـبـــــــــــــــــــوْ

ـوةِ بـاسمًا يـهدي سُرانـــــــــــــــــا


وعـلى ذراه الشـامخــــــــــــــــــــا

تِ تـرفّ عـاطرةً عـلانـــــــــــــــــــا


يحـمـيـه شعبٌ نـازلـتْـــــــــــــــــــ

ـهُ النـائبـاتُ فـمـا تــــــــــــــوانى


مـن كل أروعَ مـاجــــــــــــــــــــــدٍ

رضـي الـمـنـونَ ومـا استكـانـــــــــــا


كـم مـن فتًى غضّ الشبـــــــــــــــــــا

بِ ثـوى شهـيـدًا فـي ثرانـــــــــــــــا